تبا لمن باعوا أنفسهم للشيطان حتى.. يصعدوا إلى سدة الحكم

تبا لمن باعوا أنفسهم للشيطان حتى.. يصعدوا إلى سدة الحكم

بمجرد إعلان الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) عن اسم كوفي كوجيا كحكم رئيسي لمقابلة الجزائر- مصر، قالت مصادر تونسية لم تفصح عن هويتها: ''إن حظوظ الجزائر في المرور إلى نهائي كأس إفريقيا 2010 تقلصت بنسبة ستين بالمائة''.
هل كانت لهذه المصادر التونسية مرجعية مؤكدة من جهة ما؟ إن كانت هناك مرجعية لدى هذه المصادر فهي لا تتعدى أمرين، أولهما: أن الحكم كوفي كوجيا غير أهل قانونيا وبدنيا لتسيير مقابلة بحجم مقابلة الجزائر- مصر المشحونة بدوافع سياسية تتجاوز لعبة كرة القدم. ثانيا:
إن الحكم كوفي كوجيا ضعيف أمام بريق النقود..!
من الناحية الموضوعية، فإن مرجعية المصادر التونسية مجهولة الهوية تكون حين قالت.. ''إن حظوظ الجزائر في المرور إلى نهائي كأس إفريقيا 2010 تقلصت بنسبة ستين بالمائة''، تكون قد فضحت الأمر، أي استبعدت ''قضية عدم الكفاءة'' في تسيير المقابلة.
ذلك أن عدم كفاءة الحكم كوفي كوجيا قد تحرم مصر من الفوز كما قد تفوت على الجزائر فرصة التأهل إلى المقابلة النهائية. فالحكم ''غير الكفء'' قد يتسبب في خسارة هذا الفريق أو ذاك، كما قد يحرم هذا الجمهور أو ذاك، كما قد يحرم مشاهدي العالم جميعا من مقابلة ممتعة دون أن يميل إلى بلد معين فيساعد فريقه على الفوز.
والحالة هذه، فإن ما أفصحت عنه المصادر التونسية مجهولة الهوية ينطبق عليه الأمر الثاني أي ''ضعف الحكم
كوفي كوجيا أمام بريق النقود..!
بمجرّد مرور عشر دقائق من عمر مقابلة الجزائرـ مصر، بدا انحيّاز الحكم واضحا.
وليس هو وحده، فحتّى حكمي التماس أظهرا ميلهما الواضح إلى ''تكسير لعب الجزائريين'' بمنح ''رميات التماس'' للمصريين بدل الجزائريين. وسيتأكد ذلك في الشوط الثاني حين كان حكم التماس الأيسر على مستوى خطّ الوسط، بينما اللاعب المصري زيدان المتسلل يسارا بشكل لا ريب فيه يروّض كرته بهدوء ويقذف جهة المرمى الجزائري. بخلاف هذا، قام زميله الأيمن برفع علمه على ''تسلل'' لاعبنا عبدون قرب مرمى مصر، بينما كان ''المسكين'' بعيدا كل البعد عن التسلّل، ذلك أن ثلاثة لاعبين مصريين كانوا يقفون في وجهه!
إنّ النقود التي تنخر الاقتصاد في إفريقيا والعالم العربي باتت تمثل اليوم نسبة لا تقل عن ستين بالمائة من نسب ''كبح التقدم'' وغرز مسمار ''التخلف'' الذي يؤلم الشعوب الإفريقية والعربية. لم ينج أي ميدان من الرشوة. فلا غرو أن ''يضعف كوفي كوجيا'' الذي قرب تقاعده أمام بريق الملايين ''الحرامية''. ما جدوى ''احتجاج سعدان الطيب''؟ وما جدوى اتهام العالم بأسره للحكم كوفي كوجيا، ما دامت الرشوة ''مستحيل إثباتها.. قانونيا'' حتى وإن كان الراشي والمرتشي بائنين للعيان؟ تبّا لحكام يصرّون على تأخر بلدانهم وتخلف شعوبهم! تبّا لمن باعوا أنفسهم للشيطان!