العرب يعتبرون اغتيال الشيخ ياسين نقطة فاصلة في الصراع مع اسرائيل

العرب يعتبرون اغتيال الشيخ ياسين «نقطة فاصلة في الصراع مع إسرائيل»

مظاهرات شعبية تدعو للانتقام ومنظمات إسلامية تعتبر العملية «تفتح أبواب جهنم»

عواصم عربية: «الشرق الأوسط»
أثار اغتيال إسرائيل للشيخ أحمد ياسين غضب واستياء الدول العربية، وفي حين أطلق الزعماء العرب الادانات، انفجرت الشوارع العربية بالمظاهرات داعية للانتقام من الدولة اليهودية، وظهرت تكهنات بان المنطقة سوف تغوص أكثر في مزيد من الغضب والعنف. واعتبرت معظم الدول العربية عملية اغتيال الشيخ ياسين عملا «وحشيا وارهابيا جبانا» وسيفشل كل جهود السلام.
وابلغت السعودية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تعازيها واوقفت مصر مشاركتها في احتفالات الكنيست الاسرائيلي بالذكرى 25 لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية، وقالت ليبيا ان اسرائيل تعيش «ازمة اخلاق» بقتلها لشيخ اعزل. وفي وقت تنسق فيه القاهرة مع عدة عواصم عربية لاتخاذ مواقف متشددة حيال اسرائيل، دعت الجامعة العربية الزعماء العرب الى الرد بقوة واعتبرت ما حدث «نقطة تحول فاصلة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.
وقدمت القيادة السعودية أمس أحر تعازيها ومواساتها للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الشيخ أحمد ياسين الذي أغتيل أمس في غزة بعد غارة إسرائيلية على سيارته بعد خروجه من صلاة الفجر. كما أبرقت تواسي نجله عبد العزيز في والده.
وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ببرقية عزاء ومواساة للرئيس ياسر عرفات جاء فيها: «لقد تلقينا بألم وأسى عميق نبأ اغتيال الشيخ أحمد ياسين ورفاقه، وإننا إذ نعرب لفخامتكم ولأسرهم وللشعب الفلسطيني الشقيق عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا لنبتهل إلى المولى جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جنته ويلهم ذويهم الصبر وحسن العزاء ويعوضهم خيرا ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل»، كما بعث ببرقية عزاء إلى أنجال الشيخ أحمد ياسين وإخوانه جاء في سياق نصها: «لقد كدرنا أشد الكدر نبأ اغتيال والدكم وإننا نبعث إليكم وإلى أسرتكم بأحر تعازينا ومواساتنا، سائلين المولى جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء ويمن على أخويكم عبد الغني وعبد الحميد بالشفاء العاجل».
ووجه الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، برقيات عزاء ومواساة للرئيس الفلسطيني ولأنجال الشيخ أحمد ياسين. وتضمنت البرقيات تعازي الأميرين الحارة ومواساتهما للقيادة الفلسطينية ولأبناء الشهيد الراحل.
من جهة ثانية أدان مجلس الوزراء السعودي أمس عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس الفلسطينية والتي تمت فجر أمس على أيدي القوات الإسرائيلية في غزة، وأبدى المجلس الذي عقد أمس في الرياض برئاسة الأمير عبد الله بن عبد العزيز قلق المملكة العربية السعودية وأساها الشديد الى ما آلت اليه الامور فى الاراضى الفلسطينية المحتلة نتيجة للجرائم الاسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، معتبرا اغتيال الشيخ أحمد ياسين استهدف بالدرجة الاولى اغتيال الجهود الدولية الرامية الى اعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط وقال المجلس: «واذ تدين المملكة بشدة هذا العمل الاجرامي والمنافي لجميع الاعراف والقوانين والقواعد الدولية والانسانية فإنها ترى أنه آن للمجتمع الدولي أن يشارك في المسؤولية لما آلت اليه الامور في الاراضي الفلسطينية المحتلة وعليه أن يضطلع بمسؤولياته تجاه تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وايقاف سياسة العبث الاسرائيلية المستمرة واستهتارها بأرواح ودماء الشعب الفلسطيني والتي لن تفضي الا الى مزيد من العنف والتدهور فى الاراضي العربية المحتلة وتضع عائقا أمام أية جهود ترمي لوضع حد لهذا النزاع الدامي». واستنكر مجلس الشورى السعودي أمس خلال جلسته العادية (الـ75) التي رأسها الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس المجلس اغتيال الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس، ووصف المجلس العملية بـ«العمل الإجرامي الذي أدمى القلوب» وواصفا الشيخ ياسين بـ«أحد رموز المقاومة» الذي كان مدافعا عن دينه ووطنه وأهله كما كان مدافعا عن كيان اغتصب وشعب شرد وأمة سلبت أرضها» وتقدم المجلس إلى الفلسطينيين بخاصة والأمة العربية والإسلامية بعامة بخالص العزاء في فقد الشيخ أحمد ياسين «ويسأل الله تعالى أن يكتبه في عداد الشهداء عنده وأن يلهم ذويه الصبر وحسن العزاء». ودعا مجلس الشورى السعودي كافة المجالس النيابية والشورية في العالم لاتخاذ ما يوضح أن مثل هذا العدوان يعد ضربا من ضروب الارهاب الذي يجب استئصاله مثلما يجب استئصال الإرهاب بجميع أشكاله، مؤكدا في هذا الصدد على تكاتف الدول في مقاومة الإرهاب بأنواعه المختلفة حتى لا يمتد فيؤرق شعوب العالم ودوله.
* مصر: وأدان الرئيس المصري حسني مبارك العملية باعتبارها عملا وحشيا وجبانا سيفشل كل الجهود الرامية إلى إحياء عملية السلام في المنطقة. وقال «بهذا العمل نكون قد أجهضنا كل عملية السلام اليوم». وأضاف مبارك للصحافيين «نحن ندين هذا الاعتداء.. هذا اجراء وحشي لا يتصور. ووصف محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين المصرية المحظورة قتل ياسين بأنه «جريمة لا تغتفر». وندد بالعملية اتحاد الصحافيين والمنظمة العربية لحقوق الانسان. وتظاهر آلاف الطلاب في عدة جامعات مصرية ودعوا الى الانتقام من اسرائيل، في حين انتشرت قوات الأمن في محاور عدة من العاصمة المصرية خاصة قرب سفارتي اسرائيل والولايات المتحدة.
* سورية: وفي دمشق اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد اغتيال مؤسس «حماس» بانه يمثل «تصعيدا خطيرا للوضع». وقال انها «جريمة بشعة وتمثل تصعيدا خطيرا للوضع». وشارك نحو اربعة الاف فلسطيني في مسيرة غضب عارمة في مخيم اليرموك (جنوب دمشق) مطالبين بالثأر. كما ادانت جماعة «الاخوان المسلمين» السورية العملية معتبرة ان الحديث عن السلام هو مجرد «خرافة».
* لبنان: وفي بيروت ووصف الرئيس اللبناني اميل لحود عملية اغتيال ياسين بأنها «جريمة» اسرائيلية جديدة.
واستنكر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري العملية واعتبرها «تمثل ذروة حرب الإبادة التي تنفذها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني». ورأى رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ان اعلان اسرائيل ان رئيس وزرائها اشرف شخصياً على عملية الاغتيال «هو دليل آخر على طبيعة الحكومة الاسرائيلية ورئيسها وممارستها للارهاب والاغتيال».
واعتبر الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ حسن نصر الله، العملية بانها «ولادة جديدة للمقاومة»، وضعها «على طريق النصر النهائي وتختصر العديد من المراحل والمسافات» وتسقط «اوهام المراهنين على السراب». ووصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني عملية الاغتيال بـ«العمل الجبان». ودعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان علماء الدين المسلمين والمسيحيين الى اقامة الصلوات في الكنائس والمساجد على روح شيخ الشهداء احمد ياسين وارواح الشهداء واعتبر المرجع الشيعي الشيخ محمد حسين فضل الله ان الرئيس الاميركي جورج بوش «هو القاتل». وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط «ان اغتيال الشيخ احمد ياسين هو نتيجة مخطط واضح وضعته حكومة الاحتلال المصغرة من اجل اخضاع الشعب الفلسطيني عبر تصفية قياداته السياسية».
* المغرب: وفي الرباط بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس ببرقية الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أدان فيها الاعتداء، وادانت المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم (ايسسكو) التي تتخذ من الرباط مقرا لها عملية الاغتيال، وقالت انها ستؤدي «الى مزيد من العنف».
*مجلس التعاون الخليجي:
واعتبر مجلس التعاون الخليجي اغتيال ياسين «جريمة» .
وشجب رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح عملية اغتيال ياسين معتبرا ودعا «دول اللجنة الرباعية الى ان يتدخلوا في الوضع». وقال رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي «اذا كانت اسرائيل تعتقد ان بازالته (الشيخ ياسين) ستتم ازالة عقبة فلسطينية فنؤكد ان العكس هو الصحيح».
ووصفت دولة الامارات العربية عملية الاغتيال بـ«الجبانة»، وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة ان «جريمة اغتيال الشيخ ياسين تمثل سياسة ارهاب الدولة».
واعتبرت البحرين عملية الاغتيال بانها «عمل جنوني». ورأى رئيس جمعية الاصلاح (اخوان مسلمون) الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة ان اغتيال الشيخ ياسين «مثال بشع لا ترقى اليه كل انواع الجرائم الاخرى». واستنكرت سلطنة عمان اغتيال الشيخ ياسين. واعتبر بيان لوزارة الخارجية العمل «عدوانيا وانتهاكا صارخا لابسط حقوق الانسان فى الحياة». واعربت دولة قطر عن «ادانتها واستنكارها الشديدين لاغتيال زعيم حماس وقال مصدر مسؤول في الخارجية «ان هذه الجريمة تشكل استمرارا لسياسة القمع والبطش والتنكيل التى تقوم بها اسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطينى».
* العراق: وفي بغداد ادان مجلس الحكم الانتقالي في العراق اغتيال ياسين.
واعتبر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ان تصفية ياسين تشكل «عملا اجراميا» و«اعتداء». وادان ايضا رئيس هيئة علماء المسلمين السنة الشيخ حارث الضاري العملية، معتبرا انها «ستلهب مشاعر الشعب الفلسطيني وتدفعه للصمود والثبات». وتظاهر المئات من طلبة مدينتي الموصل والبصرة للتعبير عن غضبهم العارم على اسرائيل. وقام المتظاهرون باحراق علمين اسرائيلي واميركي هاتفين «العراق سينتقم لاغتيال ياسين».
* الاردن: وقال العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ان عملية الاغتيال «جريمة لن تؤدي الا الى المزيد من التصعيد واعمال العنف وعدم الاستقرار» في المنطقة. وقال رئيس الوزراء فيصل الفايز في بيان «فوجئنا بتصعيد اسرائيلي خطير مما يمثل جريمة جديدة تضاف الى الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وتشكل انتهاكا خطيرا لكل الاعراف والمواثيق».
واعتصم حوالي الف شخص في مجمع النقابات الاردنية في عمان رافعين رايات الحداد السوداء ومرددين شعارات ضد اسرائيل والولايات المتحدة. وخرجت مظاهرات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البقعة والوحدات في ضواحي عمان، ودعا الاسلاميون الاردنيون الجماهير العربية الى ادانة أي اتفاقية مع اسرائيل واي مسؤول عربي يقيم علاقات مع الدولة العبرية. وقالت جبهة العمل الاسلامي، ان اغتيال ياسين سيفتح على اسرائيل «ابواب جهنم».
* اليمن: واعتبر بيان يمني رسمي «ان هذا العمل الإرهابي الإسرائيلي جاء ليؤكد من جديد إرهاب الدولة العنصرية». واكد البيان ان «سياسة الاغتيال والتصفية الجسدية للخصوم السياسيين لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف والمقاومة لهذه السياسة الإسرائيلية الرعناء». ودعا اليمن الأمم المتحدة واللجنة الرباعية «لإدانة هذه الجريمة».
* السودان: وفي الخرطوم تظاهر الاف السودانيين امام مكتب حركة حماس تعبيرا عن غضبهم. واقيم سرادق كبير في حي الصفا لاستقبال المعزين الغاضبين الذين استمعوا الى خطباء عديدين من بينهم حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي قال ان مقتل ياسين يرضي الحكام لكنه لا يرضي الشعوب. كما تحدث مجذوب الخليفة احمد احد قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم اضافة الى مسؤولين حكوميين من بينهم وزير شؤون البرلمان عبد الباسط سبدرات. وقال الترابي ان «اغتيال الشيخ احمد ياسين سيعطي دفعة للنضال الذي تخوضه حركة حماس والشعب الفلسطيني ضد الصهاينة». وانتقد الترابي الحكومات العربية لخضوعها لضغوط الولايات المتحدة واغلاقها مكاتب حركة حماس في العواصم العربية.
* ليبيا: واستنكرت ليبيا «الجريمة» مؤكدة انها تضاف الى الجرائم التي اقدمت عليها اسرائيل. وقالت الخارجية الليبية في بيان ان اسرائيل تعيش «ازمة اخلاق» باغتيالها شيخا مقعدا واعزل من السلاح، وحملت شارون مسؤولية «الابادة الجماعية والجرائم اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني».