اللغات الميته في العالم

ان انقراض اللغات البشرية “ ظاهرة طبيعية ” إلا انها لم تحدث من قبل بالسرعة التي نشهدها هذه الايام؛ فهناك مثلاً لغة الكاريام في ليتوانيا التي انخفض عدد المتحدثين بها الى 50شخصاً فقط، ولغة الباكا في الجابون التي يتحدث بها 52شخصاً فقط، ولغة الكوماني في جنوب افريقيا التي يتحدث بها 23شخصاً فقط…
وهناك ايضاً لغة المايا القديمة في غواتيمالا التي يتحدثها 150شخصاً فقط، ولغة الناياوان في سرواك ( ماليزيا ) يتحدثها 1200شخص، ولغة الاسترو الرومانية التي يتحدثها 2020شخصاً فقط..
وهذه اللغات ( التي كانت ذات يوم مزدهرة ويتحدث بها خلق كثير ) مجرد انعكاس لمجتمعات وثقافات قاربت بدورها على الانقراض. فحسب تقديرات اليونسكو تحتاج اي لغة الى مائة الف نسمة على الاقل كي تستمر في البقاء والاستمرار. وبسبب عوامل الهجرة وتدهور الاقتصاد وطغيان اللغات الرسمية – ناهيك عن تجاهل التعليم بلغات الاقليات الصغيرة – يقل بالتدريج عدد المتحدثين باللغات الصغيرة في معظم الدول.. ويقدرأن ما انقرض من اللغات المحلية الصغيرة يفوق بأضعاف اضعاف المستعمل منها حالياً. فالغزو الاسباني لامريكا الجنوبية قضى مثلاً على 370لغة محلية، وحين وصل الانجليز الى استراليا كانت هناك 250لغة اصلية اندثر منها 213حالياً. وفي الهند توجد 840لغة محلية اصيلة 30منها فقط تستخدم في المدارس ووسائل الاعلام. ولا يوجد مكان في العالم يضم من اللغات كما في غينيا الجديدة (حيث يتكلم السكان بـ 1060لغة مختلفة) غير ان معظمها سينقرض قبل عام
..2020.@ وحين نتأمل واقعنا اليوم نكتشف ان تواصل الشعوب وتمازج الحضارات ( واحتكار اللغات الرسمية لوسائل التعليم والاعلام ) لا تعمل لصالح اللغات الصغيرة. وفي المقابل تعمل هذه العوامل على ترسيخ اللغات الكبيرة وتساهم في اثرائها ونشرها حول العالم ( فرغم ان العالم لا يزال يزخر بـ 6000لغة الا ان 90% من سكان الارض يستعملون 11لغة كبيرة فقط )..
وحسب ما جاء في آخر تقرير لمنظمة اليونسكو حول الاختفاء السريع للغات الصغيرة يتضح ان:
-70% من لغات العالم المعروفة انقرضت قبل نهاية القرن العشرين.
- 20لغة محلية صغيرة في المتوسط تنقرض كل عام.
- وفي العشرة اعوام القادمة ستنقرض 162لغة في افريقيا و 640لغة في امريكا الجنوبية!
- اما في آسيا فنصف اللغات المحلية لا يتحدث بها حالياً اكثر من عشرة آلاف شخص!
- اما في منطقة الامازون فـ80% من اللغات المستعملة لا يتحدث بها اكثر من 500شخص!
- وفي كندا وألاسكا توجد 260لغة هندية لا يتعلمها الاطفال بالمدارس ( حيث تطغى الانجليزية )
- اما اقرب اللغات للانقراض فهي لغة الآياك في ألاسكا التي لم يبق من المتحدثين بها سوى عجوز في الستين تدعى ماري باتان (.. لعلها ماتت الآن )!!
على اي حال؛ السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو:
- هل تنعكس مسيرة التاريخ ويعود البشر الى التحدث بلغة عالمية واحدة – كما كانوا زمن آدم عليه السلام!؟.. وان كان الجواب “ نعم ” فأي لغة ترشح يا ترى !؟