AmOuNa  
العمل/الترفيه : LA DeVise PerMaNenTe: La ConfiaNce, lA PatieNce, La ComPéteNce, l'EXcelleNce
تاريخ التسجيل : 23/05/2009
نقاط : 9092
عدد المساهمات : 6157
| موضوع: شاطئ الأحــــــــــــــلام الأربعاء أغسطس 04, 2010 11:30 am | |
| شاطئ الأحـــــــــــلام إلتقيت أحد الزّملاء وهو شاعر متميّز بمعنى الكلمة على الأقل كما يبدو لي . ففي المنتديات الأدبيّة لاقى استحسانا ..كنت أحسب أنّ ديوانه ستتلقّفه الأيدي عند المطبعة قبل أن يصل للأسواق ... و الله كنت أتصوّر أنّ صدور ديوان بمثل تلك النّوعيّة سيتصدّر الصفحة الأولى لليوميّات الوطنيّة. -و لكن يوميّاتُنا لها شغل شاغل مع الحفل الإفريقي غناءا و كرة -..و لم لا يعرض في نشرة الثّامنة كما يحدث في القنوات الغربيّة... ميلاد كتاب هو حدث تاريخي في الدّول الغربيّة ...ألم يقل قديما و خير جليس في الزّمان كتابُ....و لعلّ هذا الإهتمام المفرط بما يلد القلم ما يجعل هذه الدّول تستحقّ لقب الحضارة بجدارة . لكن لا شيئ ممّا تخيّلته حدث . و لن يحدث هيهات هيهات ... و جدته – الشّاعر - في السّوق و معه كومة من الدّواوين يبيعها...نعم يبيعها بنفسه بثمن بخس , يعرضها للمارّة و هو يقول لهم من يشتري الدّيوان و له التوقيع من المؤلف فكان المارّة ينظرون إليه باستغراب و من تكو ن أنت ؟ فيقول لهم أنا صاحب الدّيوان أنا الشّاعر. كان يلفظ كلمة شــــاعر و يمدّ الألفّ بعد الشّين في سموّ و شموخ . . فيقول بعضهم "هذا ماشي نورمال" ....شاعر يبيع ديوانه في السّوق "لوكان غير جابنّا البطاطا" ههههه ثمّ يلتفتون لصاحب "الكاوكاو" اعطنا "سيجارة و شمّة مع الكاوكاو....مقابل خمسين دينار...فكان المتسوّقون يتزاحمون على التّبغ و مشتقاته و لو جاءهم بالكيف لكان الإزدحام أكثر....و لكن من يدري بما يحدث وراء الأكشاك....الله يستر.... أمّا صاحبي كان يرفع صوته المبحوح بحنجرته العطشانة شاطئ الأحلام بخمسين دينار من عند المؤلف.... وهو يسعل بين الحين و الآخر .... و كان البعض ممّن أبدو ا اهتماما يسألونه قل لنا ماذا فيه هذا الكتاب ؟ فيقول فيه شعر معاصر يصوّر واقعنا ماضيه و حاضره...فيلوون رءوسهم و الله آسف السياسة خاطيتنا...."لو كان جبتنا كاش كتاب سخون تعرف و اش يقراو "لي جون" خو ما عليش شعر بصح لي نبعثو لحببتي يكون شويا مارق" زعما كما انتاع نزار بصّح يكون فور " و هاهو مرّ آخر فطرح عليه نفس السؤال السّابق ....فردّ عليع بنفس الإجابة فقال له يعني شعرك كما انتاع أحمد مطر يقطع ديركت في اصحاب الكروش ..... فقال له نوع واحد آخر ...فردّ عليه السّائل نشريه انهار آخر.....سلام .... و ها هو آخر ....قل لي كاش ما فيه صور لوليدي ألهّيه بها....كما انتاع الميكي.... و أتى رجل يبدو ظريفا فقال له يا عاقل الديوان يباع في المكتبات و المعارض لا في الأسواق جنبا لجنب مع البهائم و الخردة....عز روحك اعزك الله ذل روحك ايذلّك الله ....صح و لاّ لا لا....كن عاقل يارجل..... فقال له شاعرنا أعرف بصّح راني ليكيديهم سلعة كاسدة الله غالب "راني مزيّر لا زم رجّع لكريدي".....اعطيني السّوما و دّيهم..... فقال له و أنا سآكلهم....الله يهديك.... فقد دفعني الفضول أن أجلس معه لأراقب إقبال القرّاء ...مضى اليوم كلّه و لم يبع ديوانا واحدا . لحسن حظّه أنّه كان معه حفّاظات الأطفال "لي كوش" و ورق المراحيض فقد باع كلّ مخزونه منها فقد لاقت رواجا خمسة بخمس آلاف....على الأقلّ ما يسدّ به الرّمق.... أمّا الدّواوين فيبدو عليها أثر رمال و غبار الشّاطئ و لكن هذه المرّة شاطئ الواقع الذي يبتلع الأحلام و يرميها في مقابر الإهمال و يذروها في زوابع الضّياع... كان العلم يؤتى و تُشدّ إليه الرّحال ....أمّا و قد أصبح العالم يتسوّل بكتبه لعلّ المكتبة تتصدّق عليه بمكان في أسفل الرّفوف ...و لا يتلقّى المقابل حتّى يُباع الكتاب.... فالقلم أحسّ بحبل المشنقة يلتفّ حوله ....و ثعبان الخيبة يلدغه..... زميلي الشّاعر قد شعر بسهم يمزّق صدره . فقال لي و ماذا سأفعل بألف نسخة مازالت في البيت....لم أستطع أن أتخيّل .....جبل من الدّواوين يحتلّ غرفة نومه اليائسة.... و خطيبته يماطلها منذ سنتين ريثما يفرغ من الورطة التي حشر فيها رأسه ..... عشرة ملايين سنتيما دين على ظهري حقّ للمطبعة .....و مصاريف النّقل ذهابا و إيابا طوافا بين المكتبات .... و الله راني انشوف انطلق خطيبتي و انحرق الدواوين المشئومة و انريح .....قلت له بل من الأفضل أن تطلّق الشّعر بالثّلاث و ستحل مشاكلك برمّتها ....و أضاف مسترسلا كأنّه لم يسمعني.... أما كان يجدر بي أن أنشد أحلامي على شاطئي الهادئ ....و أعزف أنغامي على و سادتي الملهمة , ربّما ترقص الحمامات على إيقاعه و ينتشر صداه في الكون الوديع . قلت له بطريقتي الفكاهيّة أرجو أن لا تكون دواوينك من نصيب الجرذان ربّما هي تعرف قيمة الكتاب و تتّخذ منه بيتا و مأوى... و تنعم بشاطئ أحلامك المتبخّرة في أحضان النّسيان... أستودعك الله يا أخي .... قال : إلى أين ؟ قلت : سأذهب ...إلي الدّار .... قال : أرجو أن تنتظرني لحظات أجمع بضاعتي ثمّ تدفع سيّارتي . قلت : حتّى البطّاريّة ماتت..... اتعيش انت فقط .... أمّا الأديب فإنّه متسوّلُ بكتابه لم يدر ما ذا يفعلُ
|
| |
|
زهرة الاخلاص  
تاريخ الميلاد : 13/07/1998
العمر : 26
العمل/الترفيه : طالبة
تاريخ التسجيل : 12/06/2009
نقاط : 2881
عدد المساهمات : 2470
| موضوع: رد: شاطئ الأحــــــــــــــلام الأربعاء أغسطس 04, 2010 12:00 pm | |
| شكرا يسلمووووووووووووووووووووووو | |
|