الجزائريون لا يعرفون الانهزام

شاهد لمواكب سيارات جابت شوارع ولايات الغرب
الجزائريون لا يعرفون الانهزام

ملأت الزغاريد سماء مدينة وهران، مباشرة بعد الإعلان عن نهاية مقابلة المنتخب الجزائري، وبعدها بثوان امتلأت شوارع المدينة بالمناصرين، وتبعتهم قوافل السيارات واحتفل الجميع بـ''الصمود البطولي'' للاعبين الجزائريين، الذين ''أبهروا العالم بمهاراتهم الرياضية''.
ولم يتخلف مناصرو الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم في كل مدن غرب البلاد، عن ''الشكل الجديد للاحتفال باللعب البطولي''. حيث تحولت الهزيمة أمام المنتخب المصري إلى محفز للتعبير عن تعلق الجماهير من الجنسين ومن مختلف الأعمار، بهذا المنتخب الذي صنع فرحة تدوم منذ لقاء ملعب تشاكر بالبليدة أمام نفس الفريق. فقد امتلأت شوارع كل مدن وحتى قرى الغرب الجزائري، التي شاهد عدد كبير من سكانها المقابلة على الشاشات العملاقة التي نصبت في الساحات والشوارع من طرف المناصرين، مثلما فعلوا قبلها في لقاء أم درمان، لأن الأحوال الجوية كانت مواتية بفعل عدم تساقط الأمطار. وبمجرد أن انتهى اللقاء ورغم الهزيمة ''الصعبة'' إلا أن النساء كن أول من أعلنّ عن الاستمرار في الاحتفال؛ حيث ترسخ تقليد في مدينة وهران وغيرها من المدن، أن تطلق النساء الزغاريد من بيوتهن بعد كل هدف يسجله الفريق الجزائري وبعد نهاية كل لقاء. ومع أن اللقاء مع مصر انتهى ''بهزيمة مرّة'' إلا أن الجزائريات أصررن ألا يطأطئ الجزائريون رؤوسهم ''لأنه من حقهم ألا يخجلوا من فريق رفع رؤوسهم ولوّن الجزائر كلها بالأخضر والأبيض والأحمر''، كما قال أحد المناصرين الوهرانيين.
وتكررت مشاهد قوافل السيارات والشاحنات التي أطلقت منبهاتها وأطلق راكبوها العنان لحناجرهم لترديد الأغاني الممجدة للفريق الوطني، تشكل الازدحام المروري في المدن الكبرى كلها وبدون استثناء. وتعب أعوان الأمن الذين سهروا على تنظيم الحركة وحراسة البنايات الحساسة في هذه المدن واستمر الاحتفال إلى ساعة متأخرة من الليل في أجواء من الفخر بالفريق الوطني. وفي حي الحمري العتيق بمدينة وهران التف الشباب حول شاب صبغ وجهه بالقهوة وحمل ثلاث بطاقات ورقية حمراء لم يتوقف عن الإشارة بها في وجه الناس، في إشارة إلى ما فعله اللاعب الثاني عشر في الفريق المصري الحكم البينيني الذي سجل اسمه في تاريخ كرة القدم الإفريقية هو الآخر.
ولم يتم تسجيل أحداث شغب أو تحطيم للأملاك العمومية والخاصة طيلة الساعات التي استغرقها الاحتفال، والتي استمرت رغم البرد القارص إلى غاية الرابعة صباحا.