كرة القدم في خدمة السياسة في القارة السمراء

مفارقات لا تنتهي ونجوم لا يعكسون واقع الرياضة في بلدانهم
كرة القدم في خدمة السياسة في القارة السمراء

تعددت الانتقادات الموجهة للتحكيم الإفريقي في دورة كأس إفريقيا للأمم الجارية. وأخطاء التحكيم جزء من لعبة كرة القدم، ولا يمكن أن نلوم الحكام الأفارقة عن عدم بلوغهم المستوى العالمي، كون إفريقيا بعيدة عن المستوى العالمي في باقي المجالات. لكن عندما يكون هناك فريق واحد يستفيد في كل مرة من هذه الأخطاء، تصبح الكرة الإفريقية شبيهة بانتخاباتها التي يعيّن فيها الفائز مسبقا، ثم يفتح الباب لمن يريد لعب دور الأرنب.
لقد دخلت اللعبة الأكثر شعبية في إفريقيا سوق التوظيف السياسي والبزنسة المالية والتلاعب بمشاعر الشعوب الإفريقية، منذ أن أصبح للقارة السمراء نجوما يلعبون في أحسن النوادي الأوروبية. وأصبح هناك لاعبون أفارقة دخلهم يفوق أحيانا دخل بلدانهم. ومن هنا برزت شخصيات مؤثرة في كرة القدم العالمية سخّرت كل ثقلها للرفع من مكانة الكرة الإفريقية على المستوى العالمي. حيث ارتفع عدد المنتخبات المشاركة عن قارتنا في كأس العالم، واستطاعت هذه الشخصيات التي يقودها رئيس الـ''فيفا'' جوزيف بلاتير أن تنتزع حتى تنظيم مونديال في إفريقيا. وتبنّت الهيئة الكروية العالمية أدوات قانونية أخرى كثيرة تخدم الكرة الإفريقية قبل أي قارة أخرى، منها تمكين اللاعبين الذين سبق لهم حمل ألوان منتخب ما، من تقمص ألوان منتخب آخر...
لكن مقابل كل هذا الدعم، وضع المسؤولون عن الكرة الإفريقية أصدقاءهم في الضفة الشمالية للمتوسط في وضع حرج أمام معارضيهم. وما حدث في أنغولا من اعتداء على المنتخب الطوغولي، ثم فضائح التحكيم وبرمجة فريقين للتدرب في نفس التوقيت وفي نفس الملعب... نقاط ستصعّب مستقبلا مهمة من يريد الدفاع عن حق إفريقيا في احتضان أي منافسة عالمية. والبداية ستكون بمونديال جنوب إفريقيا التي تسعى فيها الـ''كاف'' للرفع من عدد الحكام الأفارقة فيها، زيادة على سعيها لضمان تحكيم إفريقي للمباراة النهائية.
وكان رئيس لجنة التحكيم على مستوى الـ''كاف'' المالي دياكيتي واثقا من قدرات الحكم كوفي كوجيا والجنوب إفريقي جيروم دامون والجزائري محمد بنوزة... حين عبر في حوار مع ''الخبر'' عن أمله أن يكون تحكيم نهائي مونديال 2010 إفريقيا. ولم يكن يدرك دياكيتي، ربما، أن كوفي كوجيا وجيروم دامون سيكونان أسوأ حكام دورة أنغولا وأكثر إثارة للشكوك، بسبب الأخطاء التي ارتكبوها لفائدة نفس الفريق دائما. الأمر الذي يبقي القارة السمراء قارة المفارقات والألغاز التي عجز كل المحللين عن فك خيوطها لحد الساعة. فلا يعقل أن يكون الفريق الذي يتأهب للتربع على العرش الإفريقي للمرة الثالثة على التوالي غائبا عن المونديال منذ سنة 90 (التأهل الوحيد للمصريين بالإضافة إلى مشاركة في الثلاثينيات حين كانت إفريقيا كلها مستعمرة). كما لا يعقل أن يقصى الموندياليون دائما في الأدوار الأولى. ولا يفهم المحللون ما هي القوة التي يملكها اللاعبون المصريون الذين ينشطون في بطولة محلية ليفوزوا على نجوم برشلونة وريال مدريد وتشيلسي... بثلاثيات ورباعيات...
باختصار، الكرة في إفريقيا لها خصوصيات لا يتماشى معها اللعب الأوروبي. وإن كان الهدف الرئيسي من تنظيم الـ''كان'' هو مساعدة الدول الإفريقية على الاستفادة من مشاريع تنموية كما يقوله مسؤولو الـ''كاف'' في كل مرة.. هناك حسابات سياسية تتحكم في الكرة الإفريقية أيضا، مثل الحسابات التي وضعتها الحكومة الأنغولية حين برمجت مقابلات في منطقة كابيندا المتمردة على السلطة المركزية في هذا البلد. وبالتالي آن الأوان لتمكين الشعوب الإفريقية من الاستفادة من نجومهم الكروية لتعلم الأخلاق الرياضية والقيم الإنسانية، ولم لا الاستفادة أيضا من فرص ممارسة كرة القدم الحقيقية في بلدانهم الأصلية...

» صور كورة القدم مضحكة
» كرة القدم الجزائر والاورغواي فديو
» Cool أفضل أغنية لكرة القدم ( جزائرية ) ماشاء الله رائعة جدا
» ۩Ξ۩ نظام السقوط والصعود الجديد الخاص بكرة القدم الجزائرية 2010 /2012 ۩Ξ۩
» كريم زياني يتعرض لإصابة خفيفة في أصبع القدم