رثـــــاء صديقة

جاءت إلي منذ مدة كئيبة النفس منكسرة الخاطر

سألتها ما بك؟ لم أعتد على رؤيتك هكذا؟

قالت:فلانة ستسافر لإكمال دراستها في الخارج

كنت سأجيب وبعد؟؟ ثم تذكرت أن فلانة هي صديقتها وكانت إلى عهد قريب أحب الناس إليها

ومع ذلك قلت لها: وماذا فيها؟؟ تمني لها التوفيق

قالت: إنما أنا حزينة لأنها لم تخبرني بذلك رأيت إعلانها ع المسنجر وحين سألتها أجابت أنها أتمت إجراءات السفر
تصدقين أنها لم تكلف نفسها حتى عناء إخباري مع أنها لي التي تعلمين أهذا حق الصديق؟؟

تبسمت وقلت لها : هويني عليك أعوام قليلة وتعود

قالت: لكن سفرها لأوروبا وأنت تعلمين مامعنى أوروبا ثم أينا الصداقة؟ظ وكل تلك السنين أنسيتها؟؟

قلت: لا بأس كلميها ربما استطعت إقناعها بالبقاء

أجابت: لن أستطيع فعل ذلك أعلم أني سأضعف فور رؤيتها

قلت : طيب جربي شيئا آخر أكتبي لها رسالة

ثم أسرعت وأعطيتها ورقة وقلما

تأملتها قليلا وكأنها تستجمع أنفاسها

ثم أمسكت القلم وأخذت تكتب

إليك أيتها الحبيبة أكتب اليوم
ومداد قلمي مزيج دم ودمع

إليك أكتب ولا أدري ماذا أقول؟؟ ألوم وعتاب؟ أم رجاء واستعطاف؟
لن أزيد إلا أن أذكرك بصداقتنا التليدة لعل هذا يكفي عن كل ذاك

أتذكرين

أتذكرين أول مرة التقينا فيها كنت تكرهينني لأني كنت أكثر تفوقا منك ومع ذلك توددت إليك وتجاوزت عن سوء لفظك

أتذكرين

دموع الفرح التي بللت بها شعرك يوم قبلت رأسك حين أخبرتني عزمك على ارتداء الحجاب

أتذكرين

صلاة العصر التي كنا نؤديها معا على سجادة بيتك وأنا أحاول تصحيح حركاتك
أتذكرين خلطات العسل والليمون التي كنت أناولك إياها بيدي كلما أصابك الزكام

أتذكرين

اجتهادي لإبعادك عن ذلك الفتى السيئ الذي كان يغازلك

أتذكرين

دعائي المستمر ونحن ننتظر نتائج الاختبار النهائي إما أن ننجح معا أو نرسب معا

أتذكرين

تلك الرفقة السيئة التي أبعدتك عني في الجامعة حين غرتك المظاهر وبهرجة الدنيا وكيف كنت حليمة وصبرت على أذيتك وجفاك

أتذكرين

أن الفرشاة التي استعملتها للرسم حين صنعت لك وسادة حرير كانت مادتها خصلات شعري

لن تذكري

أن فلانة رفيقتك كانت تنقل لي أخبارا مكذوبة عنك لتفرقنا وكانت تقول: أنا أولى منها بصداقتك.........ولكني لم أتخل عنك

لن تذكري أني أقفلت جوال في وجه خطيبك حين تحصل على رقمي وحاول مكالمتي ولم أشأ إخبارك حتى لا اجرح كبرياءك

لن تذكري هذا

وأنا لم أفعله منا مني ولكن إرضاء لخالقي وخلقي
هل ستغيرين من عزمك بعد رسالتي هذه؟؟

لا أدري

لكني على يقين أني كتبتها لأجلك لا لأجلي وأني كنت دائما أخاف عليك من نسمة الهواء فكيف لا أخاف الغربة ومخالطة أهل الأهواء
إليك عزيزتي كتبت رسالتي
فاعذري خطئي ولك كبير ودي

ثم وضعت قلمها ومسحت دمعها

أخذت الورقة وأنا أحبس عبراتي وقلت لها

لابد أن رسالة كهذه ستنبهها وتثنيها عن عزمها

نظرت إلي مبتسمة ابتسامة ساخر

ثم سحبت من الورقة ومزقتها

صحت بها:لم فعلتي هذا؟؟

قالت:لا جدوى

ولا ألف رسالة كهذه ستغير رأيها

ثم قامت وهي تقول: بريق سيدة المجتمع مسخها ثم أضافت: تباللمال وللشهرة

قلت: مادمت تعلمين أن حب الدنيا غيرها فلم تبقين صداقتها وترثين رحيلها؟؟

استدارت إلي قائلة:سلي هذا

وأشارت إلى قلبها
منقوووووووول

مشكرين على المرور