بارك الله فيكي حبيبتي شمعة امل
في ذكرى المولد
فاحت بعطر خلاقك الأكوان --- وشدت بنبل خصالك الأزمانُ
شيدت صرحاً للمكارم شامخاً --- وعلى يديك تسنم البيانُ
ورسمت من صور الفضائل لوحة --- جيد الحياة بحسنها يزدانُ
خلدت معاني فوق إدراك النهى --- حتى لروعتها جثا الفنانُ
ألقى بريشته وسال مداده --- هل بعد رسمك تصدق الألوان ؟!
وغرست في قفر النفوس مكارماً --- حتى نما من غرسك الإيمانُ
فإذا النفوس بما غرست كريمة --- وإذا الحياة بما رسمت أمانُ
وأضأت ليل العالمين فأبصروا --- والفجر بعد الحالكات بيانُ
الظلم ولى حين جئت عدالة --- وعلى يديك تحرر الإنسانُ
لو كنت فظ القلب لانفضوا وما --- فنيت هنالك هذه الأوثانُ
لكن رحمتك العظيمة جمعت --- أشتاتهم وتهدم الشنآنُ
لا غل بعد، ولا عداوة بينهم --- فالكل في ظل الهدى إخوانُ
يا من بعثت لكي تتم مكرماً --- أني يصور نبلك التبيانُ؟!
فكفى برحمتك العظيمة عالماً --- حارت لتدرك كنهه الأذهانُ
هل أنت إلا رحمة قد أهديت --- للعالمين وصاغها المنانُ
عمت جميع الخلق حتى نالها --- يا سيدي في شرعك الحيوانُ
والكلب من يذهب ظماه بشربة --- فجزاؤه في هديك الغفرانُ
هل أنت يا رسول تواضع --- وسماء قدرك دونها الأكوانُ
جالست كل الناس دون تكبر --- وإذا جلست تمثل الإنسانُ
ويحوط مجلسك الجلال يزينه --- حتى يهاب جلالك الوجدانُ
وإذا يهابك مقدم ناديته --- هون عليك فما أنا سلطانُ
فأنا ابن زاهدة بمكة زادها --- كسر القديد وعيشها الحرمانُ
يا منصف الضعفاء جئت بشرعة --- صوت الضعيف بهديها رنان
هذا اليتيم على يديه تعلموا --- فلقد تولى أمره الرحمانُ
سل عنه ( عائشة ) فذاك جوابها --- ما زال تحفظ ذكره الأزمانُ
ما زال في أفق الفضائل صادحاً --- ما زال تسمع شدوه الأغصانُ