صفحة في حياة

في عالم القصة نتناول تصوير وتجسيد مشاهد من الحياة قد تمر بنا أو بغيرنا
ولكن هناك أيضا حيوات من الممكن جداً أن نعبر عنها بأقلامنا

حين نتأمل الكون من حولنا نجد الكثير من الحيوات

مثلا يمكن أن نعبر عن حياة عصفور أو أسد أو ورقة بيضاء أو قلم
أو يمكن حتى أن نعبر عن حجر ملقى في الصحراء

دعوتى لكم أن نطلق لأقلامنا وخيالاتنا العنان لنتخيل ونتصور
حياة كل ما هو محيط بنا

لنرسم له بحروفنا صفحة في حياته

و إن أعجبتكم الفكرة فليكن السياق كالآتي

يحدد كل منّا لمن يليه الشخصية التى عليه تقمصها

ولسوف أبدأ أنا و أعبر عن صفحة في حياة
" قلم رصاص "
من خلال خيالى وتصوري لتلك الحياة



صفحة في حياة قلم رصاص




تُمسك بي العديد من الأنامل كبيرها وصغيرها تُرسم بي اللوحات وتُصمم بي التصميمات
تُخط بي الخطوط وتُكتب الكلمات
لي باع كبير في حياة الإنسان فأنا سلاح قاهر
أجاد استخدامي البشر ليسطروا مسودات أراءهم وكلماتهم المدوية الصارخة بالحق

أكثر ما يصيبني بالملل حقائب الصغار فلا متسع ملائم بها لمكانتي
فأجدنى تُلقي بي تلك الأنامل الصغيرة المتسرعة داخل الحقيبة المدرسية
في جيب ضيق مع الممحاة والمسطرة والبراية التى تقلم سني وتحسنه

تخيلوا تلك المهزلة كيف أن اجتمع مع تلك الأدوات المساعدة لي في محل اقامة واحد
الممحاة تُستخدم لمحو خطي اذا اخطأ الانسان وكم يكون هذا شديدا على نفسي
مؤلما لها أن ارى خطى يُمحى بتلك الممحاة وهى ناظرة لي تظرة كلها تَشَفي
مبتسمة ابتسامة انتشاء أن نالت من رصاصي

وتلك المسطرة لا دور لها الا أن تُطرح هكذا
كى ينالها شرف مرورى بجوارها لأرسم خطا مستقيماً
أما البراية فهي لي مثل مصفف الشعر تهتم بمظهر وشكل خطى
تُقلم لي سني وتهتم بتحسينه و منحه رشاقة متناهية .
أوبعد كل هذا يكون من اللائق أن يجمعنى بهم ذاك الجيب الضيق

كثير ما نظرت لتلك الأقلام ذات المحابر وغيرها من الأقلام ذات الحبر الجاف
لأجدها معلقة بحافات جيوب الملابس لتزينها
أو موضوعة في حوامل مخصصة لها ضمن أطقم المكاتب
تلك الرفاهية تولد لدي احساس بالحقد على تلك الأقلام
وكذلك الأقلام المتشبهه بي ذات السنون الرفيعه المجهزة مسبقا
وذات ياي في مؤخرتها مع كل ضغطة يدفع تلك السنون الى مجراها
يالها من كائنات غبية لا جمال لها

ولكن يبقى أننى أنا المفضل لدي المبدعين والمصممين والفنانين
ويكفيني رغم الصحبة الغير لائقة احساسي بتألقي بينهم
ودفء احتضان الأنامل الشقية لى وهى تخط أولى حروفها متأرجحة متذبذبة
يكفيني فخرا أنني أشهد ميلاد أولى كلماتهم


ولمن تعجبه الفكرة ممن يمر بحروفي المتواضعة

سأترك له الشخصية المطلوب تصوير صفحة من حياتها .........

"سوط في يدٍ ظالمة"